لا تزال معدلات البطالة بين النساء في المنطقة مرتفعة على نحو مستعصٍ على الرغم من تقدمهن في الإنجازات الأكاديمية. تعد معدلات مشاركة المرأة في العمل في معظم البلدان من أدنى المعدلات في العالم، على الرغم من أنه من المعترف به على نطاق واسع أن دمج النساء الحاصلات على التعليم الثانوي والجامعي في القوى العاملة من شأنه أن يعزز معظم اقتصادات المنطقة.
إن التغيرات السريعة الجارية في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -العولمة، وزيادة استخدام الأدوات والمنصات الرقمية، والبيئة المتغيرة في أماكن العمل– توفر فرصًا للنساء في المنطقة. وإدراكًا منا لهذه التغييرات، نقوم بشكل متزايد بتصميم برامجنا لتمكن النساء والفتيات من الولوج بسرعة في أوساط الاقتصادات وأماكن العمل المتغيرة. نقوم في برامجنا بتطوير مجموعة من المهارات الرقمية التي ستساعدهن في التغلب على الحواجز التي تواجههن أثناء سعيهن لدخول القوى العاملة والتقدم في حياتهن المهنية، بما في ذلك محو الأمية الأساسية في استخدام الأدوات المكتبية الشائعة الاستخدام مثل ميكروسوفت وورد وإكسل، ومهارات البحث على الإنترنت، ومهارات وسائل التواصل الاجتماعي، وأصول استخدام البريد الإلكتروني.
كما تغطي برامجنا ذات التوجه المهني والمتعددة الأوجه موضوعات مثل العلامات التجارية الشخصية، والسمعة عبر الإنترنت، والحدود المهنية. عندما سُئلتْ عما تعلمته خلال برنامج مهارات التوظيف للنساء في الركن الأمريكي في سوسة (تونس)، أكدت إحدى المشاركات: "تعلمت كيفية كتابة السيرة الذاتية بشكل جيد مكنني من الحصول على مقابلة عمل. عُدت إلى لينكدإن بعد أن اعتقدت أنني لن أكتشف أبدًا طريقة عمله، وازدادت شبكتي بنسبة 25٪." تم دعم هذه التعليقات من قبل المشاركين في برنامج تطوير المهارات المهنية في الكويت الذين أثمرت مهاراتهم ومعرفتهم المكتسبة حديثًا بزيادة في مقابلات العمل وعروض التوظيف بالإضافة إلى مهارات أماكن العمل والثقة في قدراتهم المهنية.
منذ جائحة كوفيد، ازدادت أهمية العمل في العالم الرقمي بشكل كبير. للتخفيف من آثار الجائحة التي أخرجت العديد من الأردنيات من صفوف القوى العاملة، تساعد مبادرتنا، مهارات التوظيف، النساء الأردنيات على دخول سوق العمل أو العودة إليه من خلال التدريب على مهارات اللغة الإنجليزية الافتراضية والمهارات الشخصية إلى جانب الإرشاد. كما تعالج برامجنا الافتراضية كذلك مخاوف التنقل والسلامة التي غالبًا ما تحد من قدرة النساء والفتيات على الاستفادة من أنماط التدريب التي تتطلب الحضور الشخصي.
من الواضح أن التدريب على المهارات الرقمية يوفر طريقًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا للنساء والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. "لقد أصبح الابتكار، والتغيير التكنولوجي، والتعليم في العصر الرقمي ضروريين اليوم لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات"، هذا ما تشير إليه تقوى خليفي، مدربتنا التي وضعت دورة الاستعداد للعمل في تونس.