في عام 2021، وبمناسبة الذكرى الـ75 لبرنامج فولبرايت، أعلنت أمديست عن طرحٍ خاص من برنامج ACAG. حيث تم اختيار سبعة متلقين سابقين من برنامج ACAG من العراق والأردن وليبيا والمغرب واليمن لتنفيذ دورة جديدة من مشاريع ACAG في مجالات متنوعة، مثل الصحة العامة، وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتخطيط المجتمعي، وتعليم اللغة الإنجليزية، والتعبير الإبداعي من خلال الفنون - مع التركيز على توفير هذا الإثراء للمجتمعات المحرومة.
لقد اختير هؤلاء الخريجون لقدرتهم على إحداث تأثير دائم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر مبادراتهم الفريدة التي تجسد روح برنامج فولبرايت. لطالما كانت خدمة المجتمع والعمل التطوعي ركيزة ثابتة لبرنامج فولبرايت، وكل خريج تم اختياره بناءً على التزامه المستمر بأن يكون قائدًا وصانع تغيير. أما الخريجون الذين تم اختيارهم ومشاريعهم فهم:
عمار العطار، 2014، العراق، كلية الطب بنيويورك، ماجستير في علم وظائف الأعضاء
واصل عمار العطار البناء على مبادرته ""نادي أنوناكي للعلوم والشباب" منذ إطلاقها مستفيدًا من منحة ACAG في عام 2018، وهي مبادرة تعلم أساسيات الروبوتات، والترميز، وعلم الأحياء للأطفال في البصرة بالعراق. وباستخدام المشاركة وطرق التعلم المبتكرة في العلوم، يأمل العطار في إلهام الشباب العراقي لمتابعة وظائف في علوم الحاسوب والبحوث الطبية الحيوية.
ويروي العطار: "اخترت هذا المشروع لترك تأثير إيجابي في مجتمعنا وجعل التكنولوجيا مصدرًا للمعرفة وبناء الشخصية للأطفال بدلاً من استخدامها فقط كمصدر لمواكبة الاتجاهات والأنشطة الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أريد للأطفال أن يحبوا العلوم وأن يشاركوا فيها من أجل العلم، وليس فقط للحصول على درجات جيدة وشهادات رائعة معلقة على الحائط أو عرضها في سيرة ذاتية".
ويضيف: "درست علم وظائف الأعضاء، وعلم الأحياء، والكيمياء خلال درجة الماجستير، مستكشفًا آلية عمل الجسم البشري والخلايا. أود أن أنقل هذه المعرفة للأطفال لتوسيع خيالهم نحو مناطق غير معروفة. إن هذا يختلف تمامًا عن تعليم الكبار الذين تمت برمجتهم بالفعل لتعلم ما يكفيهم لاجتياز الاختبار. يُعد عرض العلوم للأطفال خارج سياق التعليم الكلاسيكي أمرًا ضروريًا لمستقبل التعليم في بلدنا والعالم".
جمبلي محمد، 2011، العراق، جامعة تكساس التقنية، ماجستير في التخطيط المجتمعي
اختار جمبلي محمد مجموعة من 30 طالبًا من خلفيات جغرافية واجتماعية واقتصادية متنوعة لمساعدة مسؤولي الخدمة العامة على تحديد المناطق المحلية التي تحتاج إلى التنمية واقتراح كيفية تحسينها. سيتلقى الطلبة تدريبًا على تقنيات رواية القصص الرقمية والتواصل بالصوت لتمكينهم من طرح أفكارهم في معارض المدارس المحلية وتوصيل أفكارهم للقادة المحليين.
يستخدم مشروع محمد مبادئ التخطيط والتنمية المجتمعية التي درسها خلال برنامج فولبرايت ونفذها من خلال ثلاث منح سابقة من ACAG لرسم خريطة لأطلال قلعة عقرة، وتسجيل قصص محلية عن تاريخها، وتعليم الأطفال أساسيات التخطيط الحضري.
ويقول محمد معبرًا عن ثقته في تأثير المنحة الأخيرة التي حصل عليها: "إن رواية القصص الرقمية والاتصالات الصوتية هي السُبل الفُضلى لتسهيل إيصال اهتمامات الشباب ووجهات نظرهم وأفكارهم إلى صانعي القرار في مجتمعاتهم. آمل أن يستفيد الطلبة بشكل أكبر من خبرتهم في المشاركة في المشروع واستخدام ما تعلموه في حياتهم المهنية مستقبلاً. كما أنني أتمنى أن أنقل مخاوف الطلبة وأفكارهم حول مجتمعاتهم إلى الإدارات العامة المحلية ذات العلاقة".
نور البشيتي، 2008، الأردن، جامعة فلوريدا، دكتوراة في علم أمراض النطق واللغة
بعد حصولها على الدكتوراة في علم أمراض النطق واللغة كمنحة من برنامج فولبرايت، عادت نور البشيتي إلى وطنها الأردن، وكانت واحدة من المتخصصين القلائل في مجالها: الشفة الأرنبية والشق الحنكي. إضافة لذلك، وبصفتها الوحيدة الحاصلة على درجة الدكتوراة، تقول: "شعرت بقدر كبير من المسؤولية ... لتدريب الآخرين ونشر المهارات والمعرفة التي اكتسبتُها من خلال دراستي ضمن فولبرايت". بعد ثلاث سنوات، استفادت من منحة ACAG في توسيع نطاق عملها لجلب سلسلتها التدريبية إلى المغرب. الآن، مع آخر منحة لها من ACAG، تعمل على تطوير موقع إلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية ليكون بمثابة منصة عبر الإنترنت لأخصائيي أمراض النطق واللغة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل التواصل فيما بينهم وتبادل الأفكار والمعلومات حول الاضطرابات وتقنيات التدخل، واكتشاف الدورات وورش العمل التي يقدمها المتخصصون في هذا المجال. وسوف يسمح موقعها الإلكتروني أيضًا للآباء ومقدمي الرعاية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات بالتواصل عبر الموقع كمورد لتقديم الدعم والمعلومات.
وتعلق البشيتي: "إن الهدف الأول لفولبرايت كان دومًا توفير فرص تعليمية رائعة والتواصل بين الناس من مختلف أنحاء العالم. وهذا المشروع يتوافق مع هذا الهدف لأنه يسمح للمهنيين من أماكن مختلفة من المنطقة بالتفاعل والتعلم من بعضهم بعضًا. إنني أرى هذا المشروع أداة للتفكير في تجربتي خلال سنوات برنامج فولبرايت والتأثير على المهنيين الشباب لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم".
رند عبد النور، 2013، الأردن، أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة، ماجستير فنون جميلة في الرسم والتلوين
بدأت رند عبد النور مشروع "الصندوق"، وهو مبادرة تقدم مجموعات فنية للسيدات -خاصة الأمهات والمعلمات والشابات- اللواتي لا يمثل تعليم الفنون دائمًا أولوية بالنسبة لهن. كما أنشأت منصة على الإنترنت تربط النساء ببعضهن بعضًا بهدف التعاون الفني وتمكينهن من الترويج لأعمالهن على وسائل التواصل الاجتماعي. أخيرًا، يستضيف "الصندوق" سلسلة ورش عمل في جميع أنحاء الأردن لمساعدة المجتمعات على كسر الحواجز التي تحول دون التعبير عن أنفسهم بحرية من خلال الفن.
وتعلق عبد النور، التي ترى دورًا مهمًا للفنانين ومعلمي الفنون في تنمية الأطفال والمجتمع: "نظرًا لأن الصندوق هو أداة مرنة يمكن استخدامها من قبل المبتدئين من أي عمر تقريبًا، فسنقوم بتمكين الأمهات عبر أداة تسمح لهن بإيجاد صوتهن الفني وتوجيه طاقات أطفالهن نحو الإبداع وحل المشكلات. لقد عملنا مع العديد من منظمات حقوق المرأة المحلية التي استضافتنا ومكّنتنا من التواصل مع المشاركين".
"بصفتنا فنانين ومعلمي فنون، فإننا مجهزون بمجموعة متينة من المهارات التي تتيح لنا مساعدة طلبتنا على تجاوز أي عراقيل نفسية أو اقتصادية أو تتعلق بمستوى المهارة تقف في طريقهم لصنع الفن".
"هناك مناطق قليلة في الأردن تدرك الفوائد المثبتة علميًا للتربية الفنية، والتي تشمل المشاركة النشطة لمناطق مختلفة من الدماغ وتنمية المهارات الاجتماعية التي تعزز التماسك. يمكن للفنون أيضًا تحفيز التفكير الإبداعي وحل المشكلات، وهذا ما تتم ترجمته إلى ميل أكبر نحو الابتكار والقيادة. من خلال هذا المشروع، نجحنا في تطبيع الفن وجعله جزءًا لا يتجزأ من التنمية المجتمعية، وبالتالي دعم الجهود الوطنية بشكل غير مباشر لتحديث مناهج التعليم وإعادة النظر فيها".
حسام الرقيق، 2007، ليبيا، جامعة بوسطن، ماجستير الصحة العامة للأسنان
تعزيزًا لنجاح مشروعه عبر منحة ACAG لعام 2019 لتحسين تقييمات صحة الفم للأطفال في طرابلس، ليبيا، يهدف حسام الرقيق إلى تحسين صحة الفم لدى الأطفال من خلال تزويد الوالدين/ مقدمي الرعاية والمجتمعات والمسؤولين الصحيين بمعلومات حول القضايا الملحّة لصحة الفم. وعبر العمل مع أطباء الأسنان وأولياء الأمور، يسعى مشروعه إلى إعادة إشراك أطباء الأسنان من مراكز الصحة المجتمعية في الإجراءات الوقائية مع زيادة وعي الوالدين حول أهمية الرعاية المنتظمة للأسنان.
يعتمد مشروع الرقيق على أول مشروع له من ACAG، الذي يقول عنه إنه "كان له دور فعال في بناء القدرات داخل نظام المراكز الصحية المجتمعية في طرابلس، من خلال تدريب أطباء الأسنان على التقنيات المناسبة لفحص الأسنان وتقييم احتياجات طب الأسنان للأطفال. وبشكل خاص، يعاني معظم الأطفال الذين تم فحصهم في عينتنا من تسوس الأسنان غير المعالج، ولا يمارسون سلوكيات صحية، ولا تتم مراجعة طبيب الأسنان إلا عند وجود مشاكل في الأسنان. إضافة لذلك، يركز معظم أطباء الأسنان الليبيين على إصلاح الأسنان بسبب تدريبهم السريري التقليدي والأساسي السابق. إنهم يفتقرون إلى المهارات الشخصية لإشراك المرضى وأسرهم في التغيير نحو سلوك إيجابي. لذلك، فإن إجراءات الصحة العامة التي تستهدف السلوكيات الفردية والعادات المجتمعية وعوامل نظام الرعاية الصحية ضرورية لمعالجة هذه المشكلات بشكل فعال".
بوزكري توري، 2015، المغرب، جامعة تكساس في أوستن، دكتوراة في علم النفس واضطرابات التواصل
تعزيزًا لمنحته من ACAG لعام 2018، يعمل بوزكري توري حاليًا مع تربويين في 12 منطقة محلية في المغرب ضمن مشروع يهدف إلى تقليل معدلات التسرب من المدارس بين الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم. باستخدام المهارات التي تعلمها في برنامج فولبرايت، فإنه في مشروعه يقوم بتدريب المعلمين على تقنيات تحديد الأطفال ذوي الإعاقة، بتركيزٍ خاص على المدارس الريفية. سوف يستضيف مشروعه أيضًا ورش عمل للآباء حول كيفية اكتشاف ورعاية الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم واضطرابات التواصل، والبحث عن العلاج المناسب في المستشفيات العامة القريبة.
ويقول توري إن مشروعه يلبي حاجة ماسة: "خلال جلسات التشخيص السابقة، كنا منهمكين في الحالات المختلفة التي تلقيناها في المدارس الابتدائية. يشتكي الآباء من الجهل بقضايا تعلم أطفالهم ونقص الأدوات الأساسية للتشخيص والرعاية والمتابعة. كما أن جلسات العلاج مكلفة. وقال المعلمون إنهم لا فكرة لديهم عن آلية اكتشاف اضطرابات التعلم أو التواصل، ويفتقر مديرو المدارس إلى الموارد لتوظيف معالجين متخصصين. نعتقد أن مسيرة مدرستنا الصحية ناجحة للغاية وتستحق مشاركتها مع مدارس أخرى في أربع مناطق بعيدة من المغرب، حيث لا يوجد معالجون للنطق وعلماء نفس في المدرسة".
عبد الله الغرباني، 2003، اليمن، جامعة جنوب إلينوي- كاربونديل، ماجستير في الإدارة التعليمية
أنشأ عبد الله الغرباني، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، برنامجًا تدريبيًا للغة الإنجليزية على أحدث أساليب TESOL (تدريس اللغة الإنجليزية للمتحدثين بلغات أخرى) استهدف خمسين معلمًا يمنيًا. وتهدف مشاريعه إلى تمكين هؤلاء المعلمين من الوصول إلى قدراتهم الكاملة كمعلمي لغة إنجليزية، وهو هدف يساعد في تلبية الحاجة الماسة لمعلمي لغة إنجليزية مؤهلين في اليمن. كما أن توسيع سُبل الوصول إلى تعليم اللغة الإنجليزية يدعم بدوره توسيع الفرص التعليمية والمهنية للشباب اليمني.
ويعلق الغرباني: "هناك طلب كبير على تعلّم اللغة الإنجليزية في اليمن، غير أن معظم مدرسي اللغة الإنجليزية ليست لديهم فرص للتدريب، وبخاصة منذ بدء الحرب. بعد هذا التدريب، سيكون هؤلاء المتدربون معلمين ممتازين ومستعدين لمساعدة متعلمي اللغة الإنجليزية. إن المستفيدين المباشرين خمسون معلمًا، لكن هذا التدريب سيفيد بشكل غير مباشر مئات الطلبة الذين سيحصلون على تعليم أفضل وستكون لديهم فرصة أفضل للحصول على تعليم عالٍ أو مهنة".