من الطبيعي أن يكون البروفيسور حشري على دراية بهذا المنظور، حيث إنه يعمل كمدرب في برنامج تمكين الشباب والمعلمين (EYE) وهو برنامج تابع لأمديست يهدف إلى تمكين الشباب التونسي عن طريق الإقرار بأن المعلمين يلعبون دورًا مهمًّا وحاسمًا في تطوير حياة الشباب، ولكن ينبغي أن يكون التدريب فعالاً.
تم تطوير هذا البرنامج المبتكر في أعقاب الثورة التونسية من قبل الدكتورة سلوى سيداني، خريجة برنامج فولبرايت وعضو هيئة تدريس في كلية مجتمع ميسا (Mesa Community College) في سان دييغو (San Diego) في كاليفورنيا (California). ويتكون برنامج تمكين الشباب والمعلمين من عدة مساقات تعليمية منفصلة للطلاب والمعلمين تركز على مهارات التفكير النقدي، وحل المشاكل، والتواصل.
"إن مهنة التعليم لا تعنى فقط بنقل المعرفة، بل أيضًا تعنى بدفع الشباب إلىإدراكإمكانياتهم والإيمان بها ومساعدتهم على صقل مستقبلهم." - هاجر حشري
تتمحور تلك المساقات بشكل أساسي في مساعدة الشباب التونسي لكي يصبحوا على حد سواء مواطنين مستقلين، أي قادرين على التحكم بحياتهم وقدرهم، ومواطنين مترابطين، قادرين على بناء أنفسهم، ومجتمعاتهم، ووطنهم بأسلوب ديمقراطي شامل.
قامت الدكتورة سيداني منذ عام 2016 بعمل شراكة مع أمديست بتمويل من السفارة الأميركيةلإعطاء مساق حول الرقي الطلابي لأكثر من 2000 طالب وطالبة، ومساق تطوير المعلم المكون من جزأين لحوالي 1300 من المعلمين في تونس،بتطوير كادر من 44 مدربًا وسبعة مدربين رئيسيين من ذوي الكفاءات العالية كمدربين محترفين، وكان البرنامج قادرًا على الوصول إلى المناطق الداخلية التي تفتقد إلى العديد من الخدمات مثل قفصة، قابص، نفطة.
في الوقت الحالي، بدأ المدربون أيضًا بالترويج لمفهوم برنامج تمكين الشباب والمعلمين (EYE) عبر جلسات إذاعية شهرية تذاع في كافة أنحاء الوطن. وتعمل أمديست بالإضافةإلى ذلك مع الدكتورة سيداني وفريقها من المدربين المحترفين لتحويل البرنامج بسبب نجاحه إلى جمعية تمكين الشباب والمعلمين (EYE) حديثًا وذلك لضمان استدامته.
يقول مايكل ماسي، مسؤول سابق في الشؤون العامة في السفارة الأميركية في تونس "هذا البرنامج بالنسبة لي يمثل أفضل شيء ممكن أن نشترك فيه مع تونس". ويوضح أن ما يجعل البرنامج يبرز بوضوح ويبقى صامدًا هو تأكيده على المسؤولية، والتعلم مدى الحياة، والاستقلالية، والاكتفاء الذاتي، والتي تعد لب القيم الأميركية في نظره.